إذا أردت لطفلك أن يتعلم لغة أجنبية ويتحدثها بطلاقة ، فالأمر لا يجب أن يعتمد على التعليم المدرسي فقط ، حتى لو كانت ابنك يلتحق بإحدى مدارس اللغات.
السر في تعلم اللغة هو الممارسة واستخدام وسيلة التعلم المناسبة للطفل؛ وعندما تتقن هذه الوسائل يمكن لطفل أن يتعلم اللغة الأجنبية من خلال برنامج خاص في المنزل.
هذا البرنامج لا يشترط على الوالدين إتقان اللغة الأجنبية؛ فيكفي معرفتك بالأساسيات مثل الحروف والكلمات الأساسية وبعض الجمل البسيطة.
ففي سنوات الطفل الأولى لا يحتاج من معرفته باللغة أكثر من المفردات التي تناسب سنه وحياته اليومية ذات التفاصيل الصغيرة، مثل معرفة الكلمات الأجنبية التي تدل على الألوان أو الطعام أو أسماء الحيوانات، والجمل البسيطة التي يعبر بها عن اسمه أو سنه أو الألعاب التي يفضلها.
اجعل التعلم يبدو كلعبة :
الطفل بطبعه يميل للعب، وعندما يبدأ في الشعور بأن تعلم اللغة أصبح عبئا ثقيلا عليه مثل ذهابه إلى المدرسة، سيتهرب منه.
وإذا أردت لطفلك أن يكبر وهو متقن للغة الأجنبية، فيجب أن تتحايل على عقله وتقدم له التعليم بأسلوب يشعر معه أنه يمارس لعبته المفضلة، وهناك الكثير من الوسائل ، مثل:
* الاستماع للأغاني الأجنبية
عندما تشغّل لابنك أغنية من أغاني الأطفال الأجنبية، اجعل الأمر يبدو كأنه يقضي وقتا للعب والمرح، ولا تضغط عليه بضرورة حفظ الأغنية أو دراسة معاني الكلمات.
فعقل الطفل بطبيعته يمتص المعلومات من البيئة حوله، وشيئا فشيئا ستجده يردد العديد من الكلمات التي علقت في ذهنه.
* مشاهدة الكرتون باللغة الأجنبية
من البداية عود الطفل على مشاهدة الكرتون باللغة الأجنبية التي تريد له أن يتعلمها، حتى لو كانت مقاطع قصيرة لا تتعدى عدة دقائق.
وإذا كان الطفل معتادًا في الوقت الحالي على مشاهدة الكرتون باللغة العربية، فيمكنك أن تستغل هذه النقطة لصالحه، فتجعله يشاهد الكرتون نفسه باللغة الأجنبية عدة مرات، ففهمه للأحداث سيسهل عليه التقاط الكلمات الجديدة وفهم اللغة.
* الألعاب التعليمية
الإنترنت مليء بالألعاب التي ستعلم طفلك الكثير من كلمات اللغة التي يحتاجها مثل أسماء الحروب ومعاني الألوان والحيوانات وغيرها.
والأهم من ممارسة هذه الألعاب هو أن تربط له الكلمات الأجنبية بالواقع؛ فمثلا عندما يلعب الطفل لعبة خاصة بتعلم أسماء الفاكهة بالإنجليزية مثلا، يجب أن تدربه على نطق اسم التفاحة «Apple» بهذه اللغة عندما يراها أو يأكلها في الواقع.
* القصص المصورة
الأطفال يحبون القصص والحواديت، خصوصا المصورة منها، فالألوان والرسومات تجذبهم بشدة.
وهناك الكثير من القصص المصورة لتعليم اللغات والتي تناسب جميع المستويات والأعمار، ومنها أيضا قصص الكرتون، لتختار منها الكرتون الذي يحبه ابنك.
من هذه القصص ما يكون عبارة عن صورة كبيرة في كل صفحة وأسفلها جملة واحدة مكونة من ثلاث كلمات في المتوسط، وهي مناسبة للأطفال الصغار أو من يتعلمون اللغة من الصفر، وحتى القصص ذات المستوى الأعلى والتي تضم عددا أكبر من الكلمات والجمل.
اقرأ مع طفلك هذه القصص مع استغلال الرسومات في تعليم اللغة، فمثلا إذا كانت القصة تحكي عن الأرنب الشجاع مثلا، فضع يديك على صورة الأرنب مع نطق اسمه بالإنجليزية «Rabbit» حتى يربط الطفل بين المعنى والكلمة ويحفظها بسهولة.
وهناك الكثير من مواقع الإنترنت وقنوات يوتيوب التي تقدم قصصا للأطفال مجانا
* اتبع أسلوب الطفل في التعلم
لكل طفل الوسيلة التعليمية التي سيفضلها من الوسائل السابقة، فلا تستغرب عندما ترى طفلك يتعلم اللغة أفضل ويلتقط كلمات أكثر عندما يستمع للأغاني، في حين أن زميله يتعلم أفضل بالألعاب التعليمية أو إنجاز الواجبات.
فلكل طفل أو حتى شخص بالغ نمط أو أسلوب تعلم خاص به، هناك النمط السمعى والبصري والحسي الحركي.
* السمعي
يستوعب أكثر من خلال الأنشطة الخاصة بالاستماع، مثل الأغاني أو تكرار المعلومات أمامه أو إجراء محادثات بسيطة معه باللغة الأجنبية وتناسب سنه.
* البصري
ستجده يلتقط كلمات اللغة من أفلام الكرتون والفيديوهات والألعاب التي تحتوي على صور، مثل البطاقات المرسوم عليها صور وأسماء الفاكهة والحيوانات ووسائل المواصلات وغيرها.
* الحركي
يتعلم اللغة أسرع مع التجارب والأنشطة وربط الكلمات بالأشياء الملموسة حوله في الواقع، فهو لن يتعلم بالصور أو بالمحادثات أكثر من تذهب معه في رحلة مثلا لحديقة الحيوانات وتعلمه أسماء الحيوانات بالإنجليزية وهو يتعرف عليها أمامه في الواقع.
*محادثات باللغة الأجنبية
مهما كان عدد الكلمات التي يحفظها الطفل باللغة الأجنبية، فهذا لا يعني أنه سيتحدثها أو يفهمها بطلاقة، فاللغة عبارة عن ممارسة في الأول والأخير.
تحدث مع ابنك باللغة الأجنبية، تناسب سنه ومستواه، ولا يجب أن تكون محادثات طويلة إطلاقا بل العكس، يمكن أن تقتصر في البداية على سؤال واحد بالإنجليزية مثلا، لتعلم الطفل كيفية الرد بهذه اللغة وكيف يستحضر كلماته من ذاكرته.
وإذا كنت لا تجد أفكارا للحديث مع طفلك باللغة الأجنبية، فهناك الكثير من قنوات يوتيوب التي تقدم أفكارا لمحادثات قصيرة للأطفال.
*كورسات لتعليم اللغة
سيحتاج طفلك بعد ذلك لتعلم اللغة بشكل أكثر احترافية حتى يتأسس فيها جيدا يتحدثها بطلاقة وتساعده فيما بعد في الدراسة أو حتى العمل.
وهناك بعض المؤسسات التي تخصص كورسات لغة للأطفال، لتشمل مهارات وألعاب وأنشطة تعليمية تساعدهم على ممارسة اللغة.
تعليقات
إرسال تعليق