القائمة الرئيسية

الصفحات

من منا راضي عن حياته ... مقال عن الحياه !!





من منا راضي عن حياته ...

يظن الفقير أن جميع مشاكله ستحل إذا انعم الله عليه واغتني مثل الأغنياء ، ويظن الغني إن كل مشاكله ستحل إذا أصبح لديه أسره متحابه ومتعاونه وبيتهم مليئ بالحب والدفئ مثل صديقه متوسط الحال .... لم يكن يعلم أن صديقه متوسط الحال يحسده علي راحه البال من الأهل والعيش بحريه دون رقابه ويفعل ما يريد وقت ما يشاء .

حتي إذا ابتعدنا عن المال وذهبنا لمستوى ارقي وهو العلم سلاح الغني والفقير ومتوسط الحال فسنجد نفس تلك المقارنات وكأن الإنسان خلق ليقنط علي نعم الله.

هل تتذكروا ذلك الفتي المؤدب الهادئ المحبوب الجالس في المقعد الاول ويرتدي النظارات ويجيب علي كل الاسئله وكل المعلمين تحبه ودائماً يحصل علي الدرجات النهائيه ، جميل ...

هل تتذكروا من كان علي نقيضه ؟؟
نعم هو .. بالفعل .. حسنا ...

 ذلك الفتي الذي اتي في ذاكرتك علي الفور ، الذي يجلس في آخر مقعد وملابسه مهرجله ودائما ينسي كتبه و واجباته ولا يعرف الفرق بين اللغه العربيه واللغه الانجليزيه ، تذكرتموه جيدا أليس كذلك ؟ 

كل ما اخبرتكم به منذ قليل عن ذلك الفتيان كان معروفاً وواضحا لدي الجميع ،لكن ما سوف أخبركم به الآن هو المفاجأة ...
أتدرون أن ذلك الفتي المؤدب المحبوب كان هو أيضاً قانط من حياته رغم تفوقه الدراسي وحب الجميع له وتشجيعه ، كان يتمني لو يذهب بعد المدرسه مع صديقه المهرجل الذي يجلس في المقعد الاخير ليلعبوا بلاي ستيشن ، بدلا من جبر أمه له بأن يذاكر ويقوم بواجباته و و و ... وحتي التلفاز ممنوع ،.. كان عندما يسمع اصوات أصدقائه بالشارع وهم يلعبون كره القدم كان يتمني لو بإمكانه أن ينزل ليلعب معهم لكنه لا يتجرأ حتي أن يخبر أمه بذلك ، وبالفعل علي نقيضه زميله ذلك الفتي المهرجل الذي يجلس في المقعد الاخير .. يتمني لو أن يكون ذكي وشاطر ومتفوق مثله ، بالأخص بعد المقارنات التي تقوم بها والدته بينه وبين صديقه المتفوق ، وتوبيخه ليلا نهارا ..

وسنري أن ذلك الطفلين البريئين الذان لما يتعدا عمرهما العشر سنوات بدأو بالقنط علي حياتهما مبكراً جدا ،، ليس ذلك وفقط بل وتعلموا الكره أيضاً ،، فكل شخص منهما يكره الآخر دون سبب ..

لكن ...

كيف من دون سبب ؟!!

فهل هناك دخان من غير نار ؟؟ 

نعم إن أم كلا منهما مسؤله كل المسؤليه عن أولئك الأطفال الأبرياء ، وإذا تحدثت مع أيا منهما ستخبرك أن ابنها لا يوجد مثله بالحياة وأن تربيتها عظيمه ورائعه وتستحق شهاده دوليه .

فمهما أن تحدثت وحكيت حتي عن نماذج أراها بحياتي وبالحياه طوال الوقت فلن انتهي من الكتابة .

 لذلك حبوا أنفسكم قبل أي وكل شئ ، الحياة قصيرة جداً .

 اعلم يا صديقي انك في فقر شديد وتشعر بالحقد نحو صديقك الغني ، فما رأيك أن لا تنظر إليه وانظر الي نفسك فقط وإجتهد في دراستك ثم عملك واكسب مالا حلالا وانعم بحياتك مثل الأغنياء فإذا رضيت بداخلك اولا فبالفعل لن تشك للحظه أنك لست غني ، ولكن... إذا نظرت لمن حولك دائما فمهما تصل إلي مناصب ، ومهما يزيد دخلك ، ومهما ترتقي معيشتك ...فستجد دائما الاغني منك ، فكل غني يوجد الاغني منه ، وإذا ستعيش حياتك في شقاء دائما ولن تستمتع بأي شيء منها مادمت من داخلك غير راضي ، فالرضي هو مفتاح السعادة لكن لمن يعلم ذلك .


تعليقات